Menu

La conférence d’examen de 2010

ينعقد المؤتمر الاستعراضي القادم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في نيويورك، خلال الفترة من 3 إلى 28 مايو/أيار 2010. ويتزامن انعقاده مع ل حظة حاسمة بالنسبة لنظام عدم الانتشار النووي، ومع :

 تحديات أساسية : أزمات مستمرة للانتشار النووي، في إيران وكوريا الشمالية ؛ الخوف من وقوع سلاح أو مواد نووية أو إشعاعية في أيدي إرهابيين ؛ الخوف من أن يتسم رد فعل المجتمع الدولي بالضعف الكبير أمام هذه التحديات التي تقوض نظام عدم الانتشار النووي وتهدد الأمن الدولي والأمن الإقليمي أيضا، بشكل خطير.

 لكن أيضا، آمال متعددة : الآمال في تحقيق تقدم هام في مجال نزع السلاح، مع توقع الوصول إلى اتفاق جديد بشأن تقليص الترسانات الهجومية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وروسيا، وتوقع تصديقات جديدة على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وإعطاء الانطلاقة المنتظرة للتفاوض من أجل معاهدة جديدة لنزع السلاح النووي، تحظر إنتاج المواد الانشطارية لأغراض صنع الأسلحة النووية (معاهدة وقف الإنتاج). الأمل في أن تسمح لنا الطاقة النووية المستعملة لأغراض مدنية بمواجهة الاحتياجات الكبيرة للبلدان النامية من الطاقة، وأن تساهم بشكل أساسي في التنمية المستدامة وأمن الطاقة.

ويعتبر المؤتمر الاستعراضي في مايو/أيار 2010 فرصة حقيقية ليصبح العالم الذي هو في طور البناء والتشييد عالما يخيم فيه الأمن الجماعي والاستقرار والرفاهية.

موقف فرنسا

بالنسبة لفرنسا، تعتبر معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية أداة أساسية للأمن الجماعي. ومن مصلحة الجميع مساندتها، والحفاظ على سلامتها وتعزيزها. وأمام التحديات التي يواجهها نظام عدم الانتشار النووي اليوم، علينا أن نعمل جميعا من أجل عالم أكثر أمانا، يسمح ببلوغ جميع أهداف المعاهدة، بالتوفيق بين الأمن والاستقرار والرفاهية. ولن يتم ذلك إلا بتحقيق التقدم في تنفيذ الجوانب الثلاثة الأساسية للمعاهدة، وهي : عدم الانتشار ونزع السلاح واستعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية.

وتعمل فرنسا بالتزام وتفاني كاملين من أجل نجاح المؤتمر الاستعراضي في مايو/أيار 2010. فهو يعتبر حلقة هامة في مجهودات المجتمع الدولي لتعزيز النظام العالمي لعدم الانتشار النووي ونظامنا للأمن الجماعي.

وينبغي أن يكون هدفنا الأولي هو تقوية الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في ظرفية تعاني فيها المعاهدة من الوهن وتواجه فيها بعض التحديات.

كما يجب أن يكون المؤتمر الاستعراضي فرصة لإظهار نجاعة وأهمية معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، أي قدرتها على الاستجابة بشكل ملموس للتحديات الحالية الأكثر استعجالا، وتقوية المعاهدة. وعلينا اغتنام فرصة انعقاد المؤتمر الاستعراضي لتقديم أجوبة على تحديات هذه "الحقبة النووية" الجديدة التي ندخل فيها. وفرنسا مستعدة، من جهتها، للتقدم في جميع المجالات، بطموح وعزم وواقعية.

وتتمنى فرنسا أن يكون المؤتمر الاستعراضي لسنة 2010 فرصة لاعتماد خطة عمل تتضمن، بشكل متوازن، اقتراحات ملموسة وواقعية في جميع مجالات المعاهدة (عدم الانتشار، نزع السلاح، استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية). وقدمت فرنسا، رفقة شركائها في الاتحاد الأوروبي اقتراحات في هذا الصدد. ويتعلق الأمر ببرنامج طموح ويمكنه أن يجعلنا نتقدم فعليا نحو عالم أكثر أمانا.

كما أن علينا تعزيز المعاهدة مع تحديد واضح لشروط الانسحاب، والجواب على الأوضاع الإقليمية، لا سيما في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، حيث يجب أن تقدم من أجل تنفيذ القرار الخاص بالشرق الأوسط المعتمد خلال مؤتمر 1995 للدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لاستعراض وتمديد المعاهدة.

بخصوص جميع هذه المواضيع، فإن القرار 1887 المعتمد بالإجماع من طرف مجلس الأمن، عقب اجتماعه بتاريخ 24 سبتمبر/أيلول 2009 على مستوى رؤساء الدول والحكومات، يشكل علامة بارزة في التحضير للمؤتمر الاستعراضي. فهذا القرار يدرك التحديات الكبرى التي تعترض اليوم النظام العالمي لعدم الانتشار النووي ويرسم خارطة طريق طموحة للإجابة عليها.

Partager